تفاهمٌ لا «سوء تفاهم» في الجامعة اللبنانيّة
2016-12-08 | سحر مندور
العلاقة بين «حزب الله» و «حركة أمل» والجامعة اللبنانيّة لم يلدها الأمس مع أغنية لفيروز، ولا هي بنت صدفة أو استثناء. هي قصّة طويلة بدأت مع «محاصرة» الاختلاف في الجامعة (الفرع الأول) بعد اتفاق الطائف، كما جرت الحال مع المقاومة والاقتصاد. ومع الوقت، تثبّت حصار الأقوى، امتلك شرعية الأمر الواقع، وصار يخرج ببياناتٍ ترفض الخروج عن «اتفاقٍ» تمّ بين سلطةٍ وآخرين. وهي اتفاقاتٌ يعقدها صاحب السلطة مع «الاختلاف» بأشكاله: من ملابس وأقوال لا تروق لشباب «الحركة» في كلية الإعلام، إلى صوت فيروز لا يروق لشباب «الحزب» في باحة «الهندسة».
ما زال الوضع في «اللبنانيّة» يلتزم عناوين الطائف حول «التـفاهم» و«التسوية»، علماً أن الطائف أتى لينهي حرباً بين ميليشيات لا لينظّم حياةً جامعية. أما مضمونه فيستمر في فرض التسوية بأسلوبٍ يحدّد المسموح والممنوع، ثم يعطي «الآخر» شيئاً تحت هذا السقف. مثلاً: تسويةٌ تقضي بتنظيم الاحتفالات في القاعات بدلاً من الندب في الساحات، فصار الندب في القاعات بينما ألغيت حريّة الساحات. وهي طريقةٌ تقدّم «معادلة مريحة لتفادي المشاكل»، مثلما قال عميد كلية الهندسة