الرئيسية
المقاومة
الحياة الإجتماعية
الشتات
إقتصاد وسياسة
الثقافة
إسرائيل
X
كل الكلمات
أي كلمة
الكاتب
من تاريخ
إلى تاريخ
أربع ساعات في شاتيلا
جان جينيه
|
أيلول 2010
بالنسبة إلي، أن تكون كلمة «فلسطينيون» موضوعة في العنوان، أو في صلب مقالة، أو على منشور سرّي، فإنها تستحضر في ذهني مباشرة الفدائيين في مكان معين هو: الأردن، وخلال فترة يمكن تحديدها بسهولة. ففي هذه الفترة وفي ذلك المكان، عرفت الثورة الفلسطينية. إن الوضوح البديهي العجيب لما حدث، وقوة تلك السعادة المرافقة لوجودهم، يسميان أيضاً: الجمال.
مرّت عشر سنوات ولم أعرف عن الفدائيين شيئاً سوى أنهم كانوا في لبنان. كانت الصحافة الأوروبية تتحدث عن الشعب الفلسطيني، بوقاحة، بل وباستخفاف. وفجأة: بيروت الغربية.
للصورة الشمسية بُعدان، وكذلك لشاشة التلفزيون، إلا أنهما كلاهما لا يمكن ان يعبرهما الانسان او يطوف داخلهما. من جدار الى جدار، داخل زقاق الأرجل المقوسة أو المدعمة التي تدفع الحائط، والرؤوس المتكئة بعضها على بعض، والجثث المسودّة المنتفخة التي كان عليّ أن أتخطاها، كلها كانت جثث فلسطينيين ولبنانيين.
إن الصورة الشمسية لا تلتقط الذباب، ولا رائحة الموت البيضاء والكثيفة. إنها لا تقول لنا القفزات التي يتحتم القيام بها عندما ننتقل من جثة الى أخرى.
الحب والموت، هاتان الكلمتان تتداعيان بسرعة كبيرة عندما تكتب احداهما على الورق. لقد كان عليّ أن أذهب الى شاتيلا لأُدرك بذاءة الحب وبذاءة الموت. فالأجساد، في الحالتين ليس لديها ما تخفيه. كان جسم رجل فيما بين الثلاثين والخامسة والثلاثين ممدداً على بطنه، والجزء الوحيد من وجهه، الذي تمكنت من رؤيته، كان بنفسجياً وأسود. وفوق الركبة بقليل، كان فخذه المثني يكشف جرحاً تحت الثوب الممزق. ما أصل الجرح: حربة، أم سكين، أم فأس، أم خنجر؟ ذباب فوق الجرح وحوله. والرأس أكبر من بطيخة، بطيخة سوداء. سألت عن اسمه.
ـ فلسطيني، أجابني رجل فرنسي في الأربعين وقال: انظر ما فعلوا.
وسط جميع الضحايا التي تعرضت للتعذيب، وبالقرب منها، لا يستطيع ذهني أن يتخلص من تلك «النظرة اللامرئية»: كيف كان شكل ممارس التعذيب؟ من هو؟ إنني أراه ولا أراه. إنه يفقأ عيني، ولن يكون له أبداً شكل آخر سوى الشكل الذي ترسمه وضعية أجساد الموتى، وإشاراتهم الخشنة، وهم تحت الشمس، تنهبهم أسراب الذباب.
لننظر الى المسألة عن قرب: منظمة التحرير الفلسطينية تغادر بيروت بكرامة، فوق باخرة إغريقية ترافقها حراسة بحرية. بشير الجميل يزور بيغن في إسرائيل متخفياً ما أمكن. القوات الدولية (الأميركية والفرنسية والإيطالية) تنهي وجودها يوم الاثنين وتغادر. يوم الثلاثاء يقتل بشير، وصباح يوم الأربعاء تدخل القوات الإسرائيلية الى بيروت الغربية. وبما أن الجنود الإسرائيليين أتوا من جهة الميناء، فقد كانوا يزحفون على بيروت صباح دفن بشير الجميل. ومن الطابق الثامن للعمارة التي أسكنها، كنت أراهم، بواسطة منظار مقرّب، يصلون في شكل صف هندي: صف واحد. تعجبت من أن لا شيء آخر يحدث، لأن بندقية منظار جيدة كانت قادرة على ان تُسقطهم جميعهم. لكن وحشيتهم كانت تسبقهم.
كانت إسرائيل قد تعهدت أمام فيليب حبيب، ممثل الحكومة الأميركية، بألا تدخل بيروت الغربية، وتعهدت ان تحترم سكان المخيمات الفلسطينية المدنيين. وقد وعد حبيب عرفات بإطلاق سراح تسعة آلاف سجين معتقلين في إسرائيل... لكن، يوم الخميس بدأت مذابح شاتيلا وصبرا.
أتنقل من جثة الى أخرى، ولعبة الوزة هذه ستنتهي حتماً الى هذه المعجزة: شاتيلا وصبرا يُمحيان. كانت المرأة الفلسطينية مسنة، في غالب الظن، لأن الشيب كان يمازج شعرها. كانت ممددة على ظهرها. اندهشت، أول الأمر، لوجود جديلة غريبة، من قماش وحبل، ممتدة من معصم الى معصم آخر، رابطة بذلك الذراعين المتباعدتين، وكأنهما مصلوبتان. والوجه الأسود المنتفخ مستدير نحو السماء، كاشفاً عن فم مفتوح ملأته قتامة الذباب، وأسنانه ظهرت لي جد بيضاء. كان هذا الوجه يبدو، من دون ان تتحرك عضلة فيه، إما كأنه يُقطِّب، أو يبتسم، أو يصرخ صرخة صامتة مسترسلة. كانت جواربها من الصوف الأسود، والفستان ذو الأزهار الوردية والرمادية مشمراً قليلاً، أو أنه جد قصير، لست أدري، مما يجعله يكشف عن أعلى ربلتي الساقين السوادوين المنتفختين.
ـ انظر يا سيدي، انظر الى يديها.
لم أكن قد لاحظت ذلك، فأصابع يديها، كانت مروحية الشكل، والأصابع العشرة مقطوعة بمقص. لا شك ان جنوداً قد استمتعوا وهم يكتشفون هذا المقص ويستعملونه، ضاحكين مثل أولاد وهم يغنون فرحين.
في اليوم التالي لدخول الإسرائيليين أصبحنا سجناء، إلا أنه خُيّل إلي بأن الغزاة لم يكونوا موضع خشية بقدر ما كانوا موضع احتقار، وكانوا يبعثون على الغثيان أكثر مما كانوا يحدثون الرعب. لم يكن أي جندي يضحك أو يبتسم. والزمن هنا لم يكن بالتأكيد زمناً لنثر حبات الأرز والورود.
منذ انقطعت الطرق، وصمت التليفون، وحُرِمْتُ من الاتصال بالعالم، أحسستني، لأول مرة في حياتي، أصير فلسطينياً وأكره إسرائيل.
إن التأكيد على وجود جمالٍ خاص بالثوريين يطرح صعوبات كثيرة. من المعلوم ـ من المفترض ـ ان الأولاد الصغار، أو المراهقين، يعيشون في أوساط عتيقة قاسية، ولهم جمال في الوجه والجسد والحركة والنظرات، يقرب كثيراً من جمال الفدائيين. وقد يكون تفسير ذلك هو الآتي: بتكسيرهم للأوامر، والقيود العتيقة، أخذت حرية جديدة تشق طريقها عبر الجلود الميتة، وسيجد الآباء والجدود مشقة في إطفاء بريق العيون، وكهرباء الأصداغ، وحبور الدم في النسوغ.
خلال ربيع عام 1971، عندما كنت أزور القواعد الفلسطينية، كان الجمال منتشراً بذكاء وسط غابة تنعشها حرية الفدائيين. وفي المخيم كان الجمال مختلفاً، مكتوماً بعض الشيء، ينشر ظلاله من خلال سيادة النساء والأطفال. كانت المخيمات تتلقى نوعاً من الضوء الصادر عن قواعد القتال. أما عن النساء وجمالهن، فإن تفسير تألقهن سيستلزم مناقشة طويلة ومعقدة. أكثر من الرجال ومن الفدائيين في المعركة، كانت النساء الفلسطينيات يبدين قادرات على مساندة المقاومة، وتقبُّل التجديدات التي تحملها الثورة. كُنَّ قد عصين العادات: نظرة مباشرة مساندة لنظرة الرجال، رفض للحجاب، شعورهن مرئية، وأحياناً مكشوفة تماماً، أصوات من دون تصدُّع.
كل يوم، خلال شهر كامل، ودائماً في «عجلون»، كنتُ أرى امرأة نحيفة لكنها قوية، مقرفصة، في البرد، كأنها في وضع الاستعداد لانطلاق مفاجئ. كانت المرأة ترتدي فستاناً أسود مزيناً بشرائط على حافته وعند الاكمام. كان وجهها قاسياً، لكنه لم يكن حقوداً، متعباً لكنه ليس مضجراً. كان المسؤول عن المغاوير يهيئ غرفة خالية تقريباً، ثم يشير إليها فتدخل الى الغرفة، وتغلق الباب، لكن من دون مفتاح. ثم تخرج من غير ان تتفوه بكلمة، ومن غير ابتسامة على محياها.. كانت تعود منتصبة، الى جرش، حيث مخيم «البقعة». وقد عرفت، فيما بعد، ان المرأة كانت عندما تدخل الى الغرفة المخصصة لها في مقر الحراسة، ترفع فستانيها الأسودين وتفك جميع الأظرفة والرسائل التي كانت مخاطة داخلهما، وتطرق الباب طرقاً خفيفاً لتسلم الرسائل الى المسؤول، ثم تخرج وترحل من دون أن تتفوّه بكلمة. كانت تعود في الغد.
منذ مساء يوم الخميس. يا لها من حفلات ومن مآدب فاخرة تلك التي أقيمت حيث الموت كان يبدو وكأنه يشارك في مسرَّات الجنود المنتشين بالخمرة وبالكراهية. ولا شك انهم كانوا منتشين، أيضاً، بكونهم قد نالوا إعجاب الجيش الإسرائيلي، الذي كان يستمع وينظر ويشجع ويوبخ المترددين في قتل الأبرياء. إنني لم أرَ هذا الجيش الإسرائيلي رؤية العين والأذن، غير أنني رأيتُ ما فعله.
في الليل، تحت ضوء الصواريخ الإسرائيلية التي كانت تنير المخيمين، فإن خمسة عشر رامياً، أو عشرين، ولو بأفضل الأسلحة، ما كان بوسعهم أن ينجحوا في تحقيق هذه المجزرة. إن قاتلين قد أنجزوا العملية، لكن جماعات عديدة من فرق التعذيب هي، في غالب الظن، التي كانت تفتح الجماجم وتشرح الافخاذ، وتبتر الأذرعة والأيدي والاصابع، وهي التي كانت تجر، بواسطة حبال، محتضرين معاقين، رجالاً ونساءً كانوا ما يزالون على قيد الحياة.
إن الموتى الذين أجدهم، عادة، وبسرعة، مألوفون، بل ودّيون، ولم أستطع أن أميز فيهم، وأنا أنظر الى قتلى المخيمات، سوى كراهية وسرور أولئك الذين قتلوهم. حفلة وحشية جرت هناك: سمر، نشوة، رقص، غناء، نداء، عويل، تأوهات... على شرف متفرجين كانوا يضحكون وهم جالسون في الطابق الأخير من مستشفى عكا.
قبل حرب الجزائر، لم يكن العرب، في فرنسا، جميلين. كانت حركاتهم بطيئة، متلكئة، ووجههم جانبياً باستمرار... وفجأة، تقريباً، جمَّلهم الانتصار.
على الشاكلة نفسها، كان الفدائيون الفلسطينيون، وقد انعتقوا من مخيمات اللاجئين، ومن أخلاق المخيم ونظامه، تلك الأخلاق التي فرضتها ضرورة الاستمرار في العيش، وانعتقوا في الآن نفسه من العار، جد جميلين.
فالفتيات الفلسطينيات يصبحن جد جميلات عندما يتمردن على الأب، ويكسرن إبر التطريز ومقصاته فوق جبال عجلون والسلط وإربد. وعلى الغابات نفسها، كانت قد ترسبت كل الحساسية الشهوانية التي حررتها الثورة والبنادق. علينا ألا ننسى البنادق. فقد كانت كافية، وكل واحد كان مفعم الرغبات.
في شاتيلا مات الكثيرون من هؤلاء الفدائيين، ولكن صداقتي ومودّتي لجثثهم الآخذة بالتعفن، كانتا أيضاً كبيرتين. لأنني كنت قد عرفتهم من قبل. إنهم، وقد انتفخوا، واسودّوا، وعفَّنتهم الشمس والموت، يظلون فدائيين.
بالقرب من نهر الأردن، كان الفدائيون يبدون متأكدين من حقوقهم، ومن سلطتهم، لدرجة أن وصول زائر، ليلاً أو نهاراً، الى أحد مراكز المراقبة، كان مناسبة لحضور الشاي، وتبادل الحديث المصحوب بالضحكات، والقبلات الأخوية (الشخص الذي كانوا يقبلونه كان يرحل تلك الليلة، ويخترق نهر الأردن ليضع قنابل داخل فلسطين، وفي غالب الأحيان لم يكن يعود). وجُزُر الصمت الوحيدة كانت هي القرى الأردنية: كان الفدائيون يغلقون أفواهم عندما يصلون إليها. كانوا جميعهم يظهرون وكأنهم محمولون قليلاً فوق سطح الأرض بتأثير كأس نبيذ نفاذ. ما الذي كان يُسبغ عليهم ذلك المظهر؟ انه الشباب اللامبالي بالموت، والذي كان يحصل على أسلحة تشيكية وصينية تتيح له ان يُطلق الرصاص في الهواء. محميين بأسلحة لها دوي عال، لم يكن الفدائيون يخشون شيئاً.
لم يكن الفدائيون يريدون السلطة، فقد كانوا يمتلكون الحرية.
عند عودتي من بيروت، وفي مطار دمشق، قابلت فدائيين شباباً نجوا من الجحيم الإسرائيلي. كان عمرهم ست عشرة أو سبع عشرة سنة: كانوا يضحكون، وكانوا شبيهين بفدائيي عجلون. انهم سيموتون مثلهم. فالمعركة من أجل البلاد يمكن أن تملأ حياة جد غنية، لكنها قصيرة. وهذا، كما نذكر، هو اختيار أخيل في ملحة الإلياذة.
* شهادة شخصية نشرها الأديب الفرنسي جان جينيه في مجلة «الدراسات الفلسطينية« بالفرنسية، ثم نُشر النص العربي في مجلة «الكرمل»، العدد السابع، 1983
Tweet
إقــرأ أيضــا مــن: عدد
أيلول 2010
«مملكة النساء» في مخيم عين الحلوة
سحر مندور
الكازينو الفضيحة
 
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
إقرأ للكاتب نفسه
أربع ساعات في شاتيلا
أيلول 2011
أسير عاشق
آب 2011
الأكثر قراءة
في الملحق
في الموقع
بصمت، إسرائيل تنفذ مشروع E1: لا دولتين ...
عبد الرؤوف أرناؤوط - آذار 2016
عن فتية السكاكين والصبايا المنذورات ...
طلال سلمان - آذار 2016
"السفير" تحاور عمر البرغوثي "المقاطعة" ...
عماد الرجبي - آذار 2016
ما زالت الروزنامة تتسع لمناسباتٍ جديدة
خالد فرّاج - آذار 2016
"عمر" يتسبّب بفصل المربّي علي مواسي: ...
رشا حلوة - آذار 2016
الأكثر مشاركة
في الملحق
في الموقع
كيف سقطت يافا؟ قصّةٌ تروى!
أنس أبو عرقوب - أيار 2016
بصمت، إسرائيل تنفذ مشروع E1: لا دولتين...
عبد الرؤوف أرناؤوط - آذار 2016
عن فتية السكاكين والصبايا المنذورات...
طلال سلمان - آذار 2016
"السفير" تحاور عمر البرغوثي "المقاطعة"...
عماد الرجبي - آذار 2016
المشروع الوطني الفلسطيني: أزمة الرؤية...
رازي نابلسي - آذار 2016
إخترنا لكم
السياق لاغتيال عمر النايف: التوقيت،...
أنس أبو عرقوب - آذار 2016
ما زالت الروزنامة تتسع لمناسباتٍ جديدة
خالد فرّاج - آذار 2016
نشرة آذار - 2016
ملاك خليل - آذار 2016
ملوك حقبة الحصار: أغنياء اليوم في...
صلاح أبوحنيدق - آذار 2016
كلّ عام ونساء فلسطين بخير
إعداد: المتحف الفلسطينيّ - آذار 2016
الأرشـيف
بحسب
التوزيع الجعرافي
:
فلسطين،
العالم،
غــزّة،
الضفة الغربية،
أراضي 48،
لبنان،
حيفا،
القدس،
رام الله،
نابلس،
بريطانيا،
كنــدا،
المغرب،
أميركا،
سوريا،
الأردن،
عكّـا،
المزيد ...
بحسب
المواضيع
:
المقاومة،
إسرائيل،
الثقافة،
الحياة الاجتماعية،
الأسرى،
المقاطعة،
إقتصاد وسياسة،
الشتات،
المخيمات،
سياسة،
المزيد ...
بحسب
الأعــداد
:
آذار 2016
شباط 2016
كانون الثاني 2016
كانون الاول 2015
تشرين الثاني 2015
أكتوبر 2015
أيلول 2015
آب 2015
تموز 2015
حزيران 2015
أيار 2015
نيسان 2015
آذار 2015
شباط 2015
كانون الثاني 2015
كانون الأول 2014
تشرين الثاني 2014
تشرين الأول 2014
أيلول 2014
آب 2014
تموز 2014
حزيران 2014
أيار 2014
نيسان 2014
آذار 2014
شباط 2014
كانون الثاني 2014
كانون الأول 2013
تشرين الثاني 2013
تشرين الأول 2013
أيلول 2013
آب 2013
تموز 2013
حزيران 2013
أيار 2013
نيسان 2013
آذار 2013
شباط 2013
كانون الثاني 2013
كانون الأول 2012
تشرين الثاني 2012
تشرين الأول 2012
أيلول 2012
آب 2012
تموز 2012
حزيران 2012
أيار 2012
نيسان 2012
آذار 2012
شباط 2012
كانون الثاني 2012
كانون الأول 2011
تشرين الثاني 2011
تشرين الأول 2011
أيلول 2011
آب 2011
تموز 2011
حزيران 2011
أيار 2011
نيسان 2011
آذار 2011
شباط 2011
كانون الثاني 2011
كانون الأول 2010
تشرين الثاني 2010
تشرين الأول 2010
أيلول 2010
آب 2010
تموز 2010
حزيران 2010
أيار 2010
حـول الموقع
مـن نحــن
اتصــل بنــا
شروط الاستخــدام
تطبيقـات
فلسطيــن على فايسبـــوك
فلسطيــن على تويتــر
مواقع أخـرى
جريــدة الســـفير
الــسفير العـــربي
شبـــاب الســــفير
المركز العربي للمعلومات
جميــع الحقـــوق محفوظـــة © 2019 السفــيــر