كيف تجري الحياة بين عربٍ ويهود في اللدّ والرملة؟
غادة أسعدالملحق نيسان 2015
كأنني أزور اللدّ والرملة للمرةِ الأولى، أقِف في المكان، أنظر في جميع الإتجاهات. أرى النصف العربيّ ماثلاً أمامي بكل تفاصيله، أحياءُ فقرٍ في معظم البيوت العربيّة، أطفالٌ يلعبون في باحات البيوت أو قرب الشارع الرئيسي.
أقترب أكثر إلى المدينة في اللدّ، فأرى جزءًا من المعالِم التاريخيّة القديمة، أسترِدّ بلحظاتٍ حضارة عمرها سبعة آلاف عامٍ وأكثر. أنظر إلى البعيد، أعود إلى العهود القديمة، إلى زمن البيزنطيين والرومانيين، والحضارة الإسلامية، والعباسيّة، والأموية، وأعرّج في خيالي إلى زمن العثمانيين. وفي المدينتين، ترى فلسطين، كأنها لم تزل رغم بعض الآثار التي تآكلت بفعل الزمن. وألمح من البعيد أحياء عربيّة دمرها الاحتلال وترك فيها البؤس والفقر، وأحياء تحتاجُ إلى عملٍ شاق لإعادةِ إعمارها، بينما تكتسح العمارات الشاهقة الأحياء اليهودية.
هُناك، في ذاك الحيّ المتناسِق والمبني بنمطٍ متشابِه، تحضر أمام كل عمارةٍ ساحةٌ للعب الأطفال، ومصفّات للمركبات. هكذا مررت مِن الحي اليهودي الجديد بذهني إلى مركز المدينة، حيثُ كانت اللدّ والرملة عامرتين بالحياةِ والأملِ قبل النكبةِ.
اللدّ قبل النكبة: تُسابِق الزمن