الفيلم التسجيلي "حبيبي بيستناني عند البحر":
حين الحلم أشدّ واقعيةً من الواقع
أسماء عزايزةالملحق شباط 2015
قال ديك الجنّ: "لا تفتح النافذة، ففي القلب يتسع الأفق". في السياق الفلسطيني، تبدو فلسفة الشاعر الحمصي ضربًا من الاستسلام الأخلاقي والسياسي. لا أجرؤ أن أفتح نافذتي المطلّة على بحر حيفا وأن أقول لِـ "ميس" أن تراه وتشمّه وتسمعه في خيالها. لأن الفلسطيني يحارب من أجل أن يفتح نافذة حقيقية على فلسطين؛ المكان، وليس أن يراها في مخيلته وقلبه فحسب. ولكن، في الفيلم التسجيلي "حبيبي بيستناني عند البحر" للمخرجة ميس دروزة، يتبدى فتح النافذة في المخيلة/ "الحلم" كحقّ شرعيّ، إن لم يكن مطمعًا فرديًا وجمعيًا أعلى، يتبناه الفيلم حدّ الإيمان به كسلاح يشهره الأقوياء في وجه حاضرٍ ذي نوافذ محكمة الإغلاق وتاريخ مبتور القدمين..
قدما ميس تخطوان على الرمل، يخرج صوت أمها بثقة وهي تصف، بعد سؤال الابنة، العاطفة التي يتركها البحر في نفسها، فتجيب: "بحسّ بحريّة رهيبة". مشهدٌ يقودنا إلى مفتاح الفيلم؛ كتاب رسم وشعر للأطفال، عنونه بـ "حسن في كلّ مكان" صاحبه الفنان الفلسطيني حسن حوراني، الحبيب، المسافر في كل مكان، والذي تقف شخصيته بغير مرئيتها وعدم وضوح تضاريسها سواءً للمخرجة التي لم تلتق به قطّ أو للمشاهد. وكأنها مفتاح النافذة أيضًا؛ النافذة التي أطلّ من خلالها على البحر فقتله عام 2003 في حادث غرقٍ مأساويّ، هو الذي افتتح رحلة