الطريق إلى تلّ أبيب لا تمرّ من عكّا
أسماء عزايزةالملحق كانون الثاني 2015
قبل نحو شهر، نجح عدد من الفلسطينيين، كما يبدو، في "تخويف" فرقة "حرقة كرت" الموسيقية الأردنية من الغناء في مدن فلسطينية كحيفا وعكا، بعدما جاءتها ضمن جولة عروض منظّمة. أرسي هذا الخوف، بحسب ادعاء منظمي الجولة، من خلال حسابات "فايسبوك" وهمية هدّدت وتوعدت بالتخريب، واتصالات لأعضاء الفرقة نتج عنها قرار حاسم بعدم الاقتراب من الجغرافيا الفلسطينية المحتلة في العام 1948.
في الوقت الذي ظننا فيه أن رحى معركة "التطبيع"، الخالية من السجال، يدور في المقاهي والبيانات التي تخنقها رسائل إلكترونية مغلقة بين بعض الفنانين والناشطين، ترانا نشهد عنفاً وترهيباً معلن النوايا. لا أريد القول إنه إفراز مباشر لهذه المعركة، ولكنه بالضرورة يزوَّد بكبريتها وينعم منها بشرعية تبدو وكأنها غير قابلة للنقاش، جعلت منا تماثيل صماء أمام ظاهرة من المفترض أن ينبذها منظّرو المقاطعة أنفسهم، من دون أن يقيموا اعتباراً لمنابعها أو مراميها.