كيف تقرأ مخابرات إسرائيل الانتفاضة الأولى
أنس أبو عرقوبالملحق كانون الأول 2014
كانت الانتفاضة الأولى، ولم تزل، محل خلافٍ سياسيّ وبحثيّ في إسرائيل، خصوصاً في ما يتعلّق بتساؤل: هل كان بالإمكان منع اندلاعها؟ وهل كان بمقدور الاجهزة الاستخبارية الإسرائيلية توقّعها؟ في خضم تلك السجالات، يبقى في الإمكان ملاحظة إجماعٍ بحثيّ وسياسيّ إسرائيليّ على أن انطلاقة الانتفاضة كانت أمراً عفوياً، وأنها اتخذت في بدايتها طابعاً شعبياً.
مع ذلك، تربط الأدبيات الإسرائيلية اندلاع الانتفاضة الأولى بتحرير أسرى ضمن صفقة جبريل في 20 أيار/مايو 1985، التي أدّت، بحسب يوفال ديسكين، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك"، إلى نمو قيادة جديدة وأكثر فاعلية في الضفة وغزة.
إسرائيل ترصد الأسباب
بموجب صفقة جبريل، أفرجت إسرائيل عن 1,150 أسيراً، جزء كبير منهم أطلق سراحه الى الضفّة وغزّة. وكان من بينهم الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة "حماس"، وأسرى آخرون أصبحوا لاحقاً العمود الفقري للانتفاضة كما وصفهم زئيف شيف، المعلّق العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية في كتاب "الانتفاضة"، الذي شارك في إعداده المستشرق والصحافيّ الإسرائيلي الشهير يهودا يعاري.
أما العامل الآخر الذي تواظب الأدبيات الإسرائيلية على ذكره عند تفسير ظاهرة الانتفاضة الأولى فتختصره الأجواء الغاضبة التي نجمت عن معركة الشجاعية في غزّة في 6 أكتوبر عام 1987، والتي أسفرت عن استشهاد أربعة من نشطاء حركة "الجهاد الإسلامي" الذين هربوا من سجن غزّة المركزيّ، قبل عدّة شهور ونفذوا عدّة هجمات.