الرئيسية
المقاومة
الحياة الإجتماعية
الشتات
إقتصاد وسياسة
الثقافة
إسرائيل
X
كل الكلمات
أي كلمة
الكاتب
من تاريخ
إلى تاريخ
تاريخ الفكرة
صلاح أحمد فاخوري
|
كانون الثاني 2014
بدأت فكرة الدولة الثنائية القومية في الوسط الفكري اليهودي بالدرجة الأولى. ولعل مجموعة «بريت شالوم» (أو حلف السلام أو ميثاق السلام) كانت من أولى الحركات السياسية اليهودية التي اعترفت بحقوق قومية متساوية للعرب واليهود في فلسطين. و«بريت شالوم» التي ظهرت في سنة 1925 على أيدي آرثر روبين ويوسف غوروفيتش كانت، على الأرجح، السباقة في الدعوة إلى هذه الفكرة. لكن يهودا ماغنس (1878 ـ 1948) كان المفكر اليهودي الأكثر جذرية في هذا الموقف، فقد أصدر في سنة 1929، أي بعد انتفاضة البراق مباشرة، كتاباً بعنوان: «مثل كل الأمم» قال فيه إن الهدف الذي على اليهود أن يسعوا إليه هو إنشاء مركز روحي للشعب اليهودي في فلسطين، لأن فلسطين ـ بحسب ماغنيس ـ ليست دولة قومية عربية ولا دولة قومية يهودية، بل بلد ثنائي القومية.
تجاوبت بعض النخب العربية مع هذه الفكرة مبكراً، ودعت إلى تقسيم فلسطين إلى ثلاث مقاطعات: يهودية وعربية ومختلطة، أو إلى مقاطعتين فقط: عربية ويهودية. فاقترح أحمد سامح الخالدي على الوكالة اليهودية في سنة 1933 تقسيم فلسطين إلى كانتونين، ووجه رسالة بهذا المحتوى إلى يهودا ماغنيس في 23/7/1934. كذلك بعث موسى العلمي في سبتمبر/ أيلول 1933 تقريراً إلى دائرة المستعمرات في لندن يقترح عليها تكوين مقاطعة يهودية في فلسطين تمتد من تل أبيب إلى عتليت وتكون المستعمرات اليهودية من ضمنها. وفي رسالة من جورج أنطونيوس إلى دافيد بن غوريون (نيسان 1936) نعثر على أفكار أكثر تفصيلاً بهذا الشأن؛ ففي هذه الرسالة يقترح أنطونيوس أن يهاجر اليهود إلى سوريا الكبرى بدلاً من التركيز على فكرة الوطن القومي اليهودي، وأن يُعطى اليهود مقاطعة عند السهل الساحلي لفلسطين تكون مشمولة بالاتحاد السوري، على أن تكون فلسطين مركزاً روحياً لليهود لا مركز سياسياً لهم.
في سنة 1936 ظهرت منظمة «كديما مزراحا» أي «نحو الشرق» وهي مؤلفة من أعضاء «حلف السلام» الذي تفكك سابقاً. وتابعت هذه المنظمة دعوتها إلى قيام حلف بين العرب واليهود في مواجهة اليهود من أنصار الوطن القومي اليهودي والعرب من أنصار إلغاء الوجود اليهودي في فلسطين. وعندما صدرت خطة التقسيم في سنة 1937 بادر كل من ألبرت هايمسون والكولونيل نيوكمب في 9/10/1937 إلى إذاعة اقتراح مضاد عُرف بـِ«خطة هايمسون ـ نيوكمب». وتنص هذه الخطة على ما يلي:
1 ـ قيام دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة عن الانتداب.
2 ـ يتمتع اليهود والعرب بالحكم الذاتي في شؤونهم الخاصة (وهذا يعني قيام وطن قومي يهودي لا دولة يهودية)، وبحقوق متساوية في الشؤون العامة.
3 ـ يجب ألا يتجاوز عدد اليهود في فلسطين وشرق الأردن 50% من عدد السكان في أي حال من الأحوال.
في هذا السياق قدم الحاج أمين الحسيني في 12/1/1938 (ونوري السعيد في 6/2/1938) خطة عربية تماثل تماماً خطة هايمسون ـ نوكمب. وظهرت في سنة 1939 «عصبة التقارب والتفاهم العربي ـ اليهودي» التي أسسها رابي بنيامين، ثم أسس فوزي درويش الحسيني (1896 ـ 1946) «منظمة فلسطين الجديدة». وهذه المنظمة عملت على التنسيق مع «عصبة التقارب والتفاهم العربي ـ اليهودي» التي طالما دعت إلى دولة واحدة للعرب واليهود في فلسطين. لكن اغتيال فوزي درويش الحسيني في 23/11/1946 أجهض مساعي هاتين المجموعتين. لكن، في سنة 1942، ظهرت حركة «إيمود» أي الوحدة، على أيدي كل من مارتن بوبر ويهودا ماغنيس وسميلانسكي وكالفريسكي، وهي عبارة عن اندماج بين منظمة «الحارس الفتى» (هاشومير هاتسعير) و«عصبة التقارب والتفاهم العربي ـ اليهودي». وكان يهودا ماغنيس، وكذلك مارتن بوبر، من معارضي فكرة الدولة اليهودية والوطن القومي اليهودي. ودعت حركة «إيحود» إلى قيام دولة ثنائية القومية في فلسطين متحدة فيدرالياً مع الأقطار العربية المجاورة، والسماح بالهجرة اليهودية إلى الدولة المجاورة، والمساواة التامة بين العرب واليهود في المؤسسات التشريعية والإدارة وحقوق التملك وعدد السكان. وهذه الفكرة طورتها، في ما بعد، منظمة «ماتسبن» الاشتراكية.
أبعد من ذلك فإن العالم المشهور ألبرت آينشتاين أعرب عن قناعته منذ سنة 1927، وكرر ذلك أكثر من مرة (في سنة 1930 وفي سنة 1948 أيضاً)، بأن في الإمكان بناء مستقبل مشترك للعرب واليهود معاً. ولم يتورع عن التصريح في 27/11/1949 بأن تقسيم فلسطين كان خطأ، ومن الضروري السعي إلى فلسطين غير مجزأة حيث يعيش العرب واليهود فيها بسلام وحرية ومساواة. أما مارتن بوبر (1878 ـ 1965) فظل يدعو إلى «الإنسانية العبرية» في مقابل «القومية اليهودية»، ثم طوّر موقفه هذا إلى فكرة «الدولة الثنائية القومية».
عاشت فكرة الدولة الثنائية القومية ردحاً من الزمن، وكانت تمثل مسألة جدلية وخلافية معاً. لكن، مع اندلاع الحرب العالمية الثانية في سنة 1939 بدأ دعاة هذه الفكرة بالضمور، وراح حضورهم الفكري والسياسي ينحسر بالتدريج. وجاءت نتائج حرب 1948 لتقضي نهائياً على هذه الفكرة. لكن اندلاع حرب الخامس من حزيران 1967 واحتلال فلسطين التاريخية كلها أعاد إحياء فكرة الدولة الثنائية القومية مجدداً، وعادت هذه الفكرة لتحتل مكانتها على قائمة الجدال السياسي في إسرائيل.
Tweet
إقــرأ أيضــا مــن: عدد
كانون الثاني 2014
وثيقتـان: مشروع موريسون والمشروع...
 
الدولة ثنائية القومية: نقاش أم...
أسعد غانم
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
إقرأ للكاتب نفسه
السياسة المبنية على الفشل
كانون الأول 2013
مَن هو عادل رفعت؟
تشرين الثاني 2013
الحرية الفكرية في منظمة التحرير ...
كانون الثاني 2013
المرأة الفلسطينية: من الخباء إلى الثورة
كانون الأول 2012
اللجوء الفلسطيني بعينين لبنانيتين
تشرين الثاني 2012
الأكثر قراءة
في الملحق
في الموقع
بصمت، إسرائيل تنفذ مشروع E1: لا دولتين ...
عبد الرؤوف أرناؤوط - آذار 2016
عن فتية السكاكين والصبايا المنذورات ...
طلال سلمان - آذار 2016
"السفير" تحاور عمر البرغوثي "المقاطعة" ...
عماد الرجبي - آذار 2016
ما زالت الروزنامة تتسع لمناسباتٍ جديدة
خالد فرّاج - آذار 2016
"عمر" يتسبّب بفصل المربّي علي مواسي: ...
رشا حلوة - آذار 2016
الأكثر مشاركة
في الملحق
في الموقع
كيف سقطت يافا؟ قصّةٌ تروى!
أنس أبو عرقوب - أيار 2016
بصمت، إسرائيل تنفذ مشروع E1: لا دولتين...
عبد الرؤوف أرناؤوط - آذار 2016
عن فتية السكاكين والصبايا المنذورات...
طلال سلمان - آذار 2016
"السفير" تحاور عمر البرغوثي "المقاطعة"...
عماد الرجبي - آذار 2016
المشروع الوطني الفلسطيني: أزمة الرؤية...
رازي نابلسي - آذار 2016
إخترنا لكم
"عمر" يتسبّب بفصل المربّي علي مواسي:...
رشا حلوة - آذار 2016
كلّ عام ونساء فلسطين بخير
إعداد: المتحف الفلسطينيّ - آذار 2016
نشرة آذار - 2016
ملاك خليل - آذار 2016
ما زالت الروزنامة تتسع لمناسباتٍ جديدة
خالد فرّاج - آذار 2016
"السفير" تحاور عمر البرغوثي "المقاطعة"...
عماد الرجبي - آذار 2016
الأرشـيف
بحسب
التوزيع الجعرافي
:
فلسطين،
العالم،
غــزّة،
الضفة الغربية،
أراضي 48،
لبنان،
حيفا،
القدس،
رام الله،
نابلس،
بريطانيا،
كنــدا،
المغرب،
أميركا،
سوريا،
الأردن،
عكّـا،
المزيد ...
بحسب
المواضيع
:
المقاومة،
إسرائيل،
الثقافة،
الحياة الاجتماعية،
الأسرى،
المقاطعة،
إقتصاد وسياسة،
الشتات،
المخيمات،
سياسة،
المزيد ...
بحسب
الأعــداد
:
آذار 2016
شباط 2016
كانون الثاني 2016
كانون الاول 2015
تشرين الثاني 2015
أكتوبر 2015
أيلول 2015
آب 2015
تموز 2015
حزيران 2015
أيار 2015
نيسان 2015
آذار 2015
شباط 2015
كانون الثاني 2015
كانون الأول 2014
تشرين الثاني 2014
تشرين الأول 2014
أيلول 2014
آب 2014
تموز 2014
حزيران 2014
أيار 2014
نيسان 2014
آذار 2014
شباط 2014
كانون الثاني 2014
كانون الأول 2013
تشرين الثاني 2013
تشرين الأول 2013
أيلول 2013
آب 2013
تموز 2013
حزيران 2013
أيار 2013
نيسان 2013
آذار 2013
شباط 2013
كانون الثاني 2013
كانون الأول 2012
تشرين الثاني 2012
تشرين الأول 2012
أيلول 2012
آب 2012
تموز 2012
حزيران 2012
أيار 2012
نيسان 2012
آذار 2012
شباط 2012
كانون الثاني 2012
كانون الأول 2011
تشرين الثاني 2011
تشرين الأول 2011
أيلول 2011
آب 2011
تموز 2011
حزيران 2011
أيار 2011
نيسان 2011
آذار 2011
شباط 2011
كانون الثاني 2011
كانون الأول 2010
تشرين الثاني 2010
تشرين الأول 2010
أيلول 2010
آب 2010
تموز 2010
حزيران 2010
أيار 2010
حـول الموقع
مـن نحــن
اتصــل بنــا
شروط الاستخــدام
تطبيقـات
فلسطيــن على فايسبـــوك
فلسطيــن على تويتــر
مواقع أخـرى
جريــدة الســـفير
الــسفير العـــربي
شبـــاب الســــفير
المركز العربي للمعلومات
جميــع الحقـــوق محفوظـــة © 2021 السفــيــر